تقرير وكالة الصحافة الفرنسية يشير إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يواجه تحديات بسبب الأزمة الاقتصادية واتهامات بـ"استئثاره بالسلطة". ومع ذلك، فقد تصدر نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، ويتوقع أن يفوز في جولة الإعادة. ورغم الانتقادات التي واجهها، تشير التقارير إلى أن شعبية أردوغان تزايدت وتحظى بدعم كبير من المناصرين. يعزز أردوغان استقرار البلاد ويواصل صعوده السياسي، على الرغم من الأحداث السابقة مثل الانقلاب الفاشل في عام 2016 والاحتجاجات الشعبية. ومع ذلك، يواجه انتقادات شديدة بسبب الأزمة الاقتصادية وغضب الناجين من زلزال العام الماضي.
اردوغان لا يزال بطلا
تقرير يشير إلى أن رجب طيب أردوغان، الذي يعتنق الإسلام ويؤيد القيم العائلية، لا يزال يحظى بدعم الأغلبية المحافظة في تركيا، رغم انتقادات النخبة المدنية والعلمانية. قدم أردوغان تحولًا عميقًا في البلاد من خلال مشاريع تنموية ضخمة وسياسة خارجية متجهة نحو آسيا ومنطقة الشرق الأوسط، وهو ما أدى إلى توتر العلاقات مع الحلفاء الغربيين التقليديين. وعلى الرغم من ذلك، تمكن من العودة إلى الساحة الدبلوماسية بفضل دوره في وساطة النزاع في أوكرانيا، وعرقلة دخول السويد إلى حلف شمال الأطلسي. يتهم معارضو أردوغان بالاستبداد، خاصة بعد محاولة الانقلاب في عام 2016 وتعديلات الدستور في عام 2017 التي زادت سلطاته.
اردوغان من الشعب و الى الشعب
يصور المقال أردوغان بأنه رجل من الشعب يواجه النخبة، رغم أنه يُصوَّر في الغرب على أنه سلطان متمسك بالعرش. تم تأكيد صورته هذه بفوزه في جميع الانتخابات منذ تولي حزبه العدالة والتنمية السلطة عام 2002. وعلى الرغم من تعرضه لهزات سياسية، ما زال أردوغان قادرًا على عقد العديد من الاجتماعات في يوم واحد واستعراض قدراته الخطابية لجذب الجماهير. وُلد أردوغان في إسطنبول وتعلم السياسة في التيار الإسلامي، وبعد فوزه بمنصب رئيس بلدية إسطنبول في عام 1994، دخل الواجهة السياسية. تم حكم عليه بالسجن في عام 1998، ولكنه استفاد من الفرصة للانتقام بفوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات عام 2002. في العام التالي، أصبح رئيسًا للحكومة وتولى هذا المنصب حتى 2014، عندما أصبح أول رئيس تركي ينتخب بالاقتراع العام المباشر.
فشل الانقلابيين
أردوغان هو الشخص الوحيد القادر على مواجهة الغرب وقيادة تركيا في الأزمات الإقليمية والدولية، ويحظى بدعم أنصاره. منذ التظاهرات المعادية للحكومة في عام 2013، واجه أردوغان انتقادات كبيرة في تركيا. تعرض لاختبار صعب في محاولة الانقلاب الدموية في يوليو/تموز 2016. صورة أردوغان في تلك الليلة وهو يناشد الشعب عبر هاتفه المحمول، ثم وصوله إلى مطار إسطنبول عند الفجر وإعلان هزيمة الانقلابيين ترسخت في ذهن الناس. إذا تمت إعادة انتخابه في 28 مايو/أيار الحالي، فسيتم تعزيز قبضته على البلاد رغم احتجاجات المعارضة.