وفقًا لوثيقة استخباراتية أمريكية مزعومة نُشرت على الإنترنت كجزء من تسريبات لمعلومات استخباراتية، جمع جواسيس أمريكيون معلومات تفيد بأن ضباط مخابرات روس يتفاخرون بأنهم أقنعوا الإمارات العربية المتحدة بالتعاون ضد وكالات المخابرات الأمريكية والبريطانية. ولم يعلق المسؤولون الأمريكيون على صحة الوثيقة التي حملت علامات سرية، ولكن يتزايد القلق بشأن إمكانية تعميق العلاقات بين الإمارات وروسيا وتقويض العقوبات المفروضة على روسيا بسبب غزو أوكرانيا. ونفت الحكومة الإماراتية أي اتهام لتعميق العلاقات مع المخابرات الروسية.
تسريبات البنتاغون الامريكي
فتحت وزارة العدل تحقيقًا في احتمال تسريب وثائق البنتاغون التي تم نشرها على عدة مواقع التواصل الاجتماعي والتي توضح بالتفصيل مساعدة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لأوكرانيا، وتقييمات المخابرات الأمريكية فيما يتعلق بحلفاء الولايات المتحدة التي يمكن أن توتر العلاقات مع تلك الدول. ويشير مسؤولون أمريكيون إلى أن بعض الوثائق ربما تم التلاعب بها أو استخدامها كجزء من حملة تضليل، وحث المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي على توخي الحذر نظرًا للمعلومات التي تم التلاعب بها في بعض الحالات.
تعاون امنب اماراتي مع روسيا ضد امريكا و بريطانيا
وفقًا لوثيقة استخباراتية تحدثت عنها وكالة أسوشيتد برس، زعم مسؤولو جهاز الأمن الفيدرالي الروسي في منتصف يناير أن مسؤولي جهاز الأمن الإماراتي وروسيا اتفقوا على العمل معًا ضد وكالات المخابرات الأمريكية والبريطانية، وفقًا لإشارات ملتقطة حديثًا. وتشير كلمة "إشارات" عادة إلى الاتصالات التي يتم اعتراضها، سواء كانت مكالمات هاتفية أو رسائل إلكترونية. وخلص التقييم إلى أن الإمارات تنظر على الأرجح إلى التعامل مع المخابرات الروسية كفرصة لتعزيز العلاقات المتنامية بين أبوظبي وموسكو وتنويع الشراكات الاستخباراتية وسط مخاوف من فك ارتباط الولايات المتحدة بالمنطقة. لكن لا يزال غير واضح ما إذا كان هناك أي اتفاق من هذا النوع كما هو مذكور في الوثيقة الإماراتية الروسية، أو ما إذا كانت مزاعم الوكالة الاستخبارية الروسية المزعومة مضللة عن قصد أو عن غير قصد. وتتحدث المسؤولين الأمريكيون بشكل متزايد عن زيادة في التعاملات بين الإمارات وروسيا.
علاقة الامارات بفاغنر
صرحت إليزابيث روزنبرغ، مسؤولة وزارة الخزانة الأمريكية، في مارس/آذار أن الإمارات هي "بلد محط التركيز"، وأن الشركات هناك تساعد روسيا في التهرب من العقوبات الدولية عن طريق الحصول على أشباه الموصلات الأمريكية وغيرها من الأجزاء الخاضعة للتصدير التي تجاوزت قيمتها الخمسة ملايين دولار، بما في ذلك المكونات المستخدمة في ساحة المعركة.
وقد أشار مسؤولو المخابرات الأمريكية في السنوات الأخيرة إلى وجود صلات محتملة بين الإمارات ومجموعة فاغنر الشبه عسكرية الروسية التي تنشط في أوكرانيا والعديد من الدول الأفريقية وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالكرملين. وفي عام 2020، قدرت وكالة المخابرات الدفاعية الأمريكية أن "الإمارات قد تشارك في تقديم بعض التمويل لعمليات المجموعة".
وأخبر مسؤول أمريكي وكالة أسوشييتد برس بشكل منفصل أن الولايات المتحدة كانت قلقة أيضًا من دخول الأموال الروسية إلى سوق العقارات في دبي. وفي أكتوبر/تشرين الأول، أعلن المدعون الفيدراليون في نيويورك عن اتهامات ضد رجلين روسيين مقيمين في دبي وآخرين متهمين بسرقة التكنولوجيا العسكرية من الشركات الأمريكية، وتهريب ملايين براميل النفط وغسل عشرات الملايين من الدولارات لصالح الأوليغارشية المحيطة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ونقل المدعون في هذه القضية عن أحد الروس المقيمين في دبي قوله لشركائه "لم تكن هناك مخاوف" بشأن استخدام مؤسسة مالية إماراتية في المعاملات، ونُقل عنه قوله مستخدمًا كلمة بذيئة "إنهم يدفعون مقابل كل شيء".