
قال رئيس جبهة الخلاص احمد نجيب الشابي "أن المعارضة هي الأقوى اليوم في تونس"، معتبرا ان رئيس الجمهورية قيس سعيد "معزول في الداخل والخارج، وانفض من حوله الجميع، بمن فيهم الهيئة الاستشارية التي شكلها لصياغة الدستور والقوى المدنية والاجتماعية والسياسية في البلاد".
واضاف الشابي في حوار لصحيفة "القدس العربي" انه "وحتى تعود تونس إلى سكة الديمقراطية يفترض تعديل علاقة القوة، ومن أجل أن تنقلب علاقة القوة يجب أن تنسجم قوى التغيير (المعارضة السياسية والمدنية)".
تابع انه "إذا ما تشكلت جبهة وطنية عريضة سينقلب ميزان القوى وسيتاح انعقاد مؤتمر وطني للإنقاذ يتفق على الإصلاحات الدستورية الضرورية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتنبثق عنه حكومة إنقاذ وطني تقع تزكيتها من المجلس النيابي في جلسة استثنائية، ويعطيها إمكانية إدارة البلاد في المرحلة الانتقالية حتى قيام انتخابات سابقة لأوانها تعيد الشرعية الانتخابية".
ويتابع بقوله: "هذا هو المخرج الوحيد، طال الزمن أو قصر، لكن شروطه غير متوفرة الآن".
ويرى الشابي إن قيس سعيد ليس هو العقبة الآن، بل الوهن في الصف المقابل له، يعني القوى السياسية والاجتماعية التي لم تهتدِ إلى حد الآن لتجاوز خلافاتها، وهي تمارس الإقصاء بعضها لبعض.
واضاف قائلا :"لكن الأزمة الاجتماعية المتفاقمة والتي تهدد البلاد بالمجاعة في الأشهر القليلة المقبلة ستدفع هذه القوى نحو تجاوز العقبات الداخلية الذاتية التي تمنعها من جمع كلمتها، وسيأتي التغيير بإذن الله، وإذا لم يأت التغيير فسينهار الوضع في البلاد، ولا أحد له وعي وحس وطني يمكن أن يقبل بذلك”.
اتحاد الشغل
وقال أحمد نجيب الشابي، إن "الاتحاد العام التونسي للشغل قد وضع نفسه تحت قبة الانقلاب".
وأضاف "الاتحاد يعتبر 25 جويلية فرصة للتخلص من خصم إيديولوجي على حساب الديمقراطية، فالاتحاد فيه تيارات إيديولوجية (قومية ويسارية) مسيطرة تدعم الرئيس، وهو خطأ يقترفه الاتحاد".
وتابع الشابي: "نحن لا نشاطرهم الرأي ولا نحاسبهم على ذلك، ونعتبر أن كل القوى الديمقراطية ستأتي في النهاية إلى الوقوف على أرضية العودة إلى ديمقراطية جامعة لا تُقصي أحداً وتحتكم إلى الصندوق، وكل القوى مهما كانت أفكارها وأيديولوجيتها لها مكانة في الأسرة الوطنية الواحدة، الديمقراطية هي العيش المشترك في كنف الحرية والأمن تحت سقف القانون.. هذه هي الديمقراطية وهي ستنتصر، وأعتقد أن من سيعيدها هم التونسيون بقواهم الأساسية، بمن فيهم اتحاد الشغل".
وواصل الشابي: "الرئيس قيس سعيد يستهدف الاتحاد، وإذا ما نفذ قيس سعيد تهديداته إزاء الاتحاد سيضعف الاتحاد، وإذا ضعف الاتحاد سيضعف الصف الديمقراطي، ولذلك نظرتي الوطنية لا تجعلني أدخل في أي مهاترة مع الاتحاد".